كتب – رياض حجازي
هومحمد بهادر شاه
14 جمادى الأولى 1279هـ ـ 6 نوفمبر 1862م
آخر سلاطين المغول المسلمين بالهند، والسلطان الثامن عشر في دولة مغول الهند التي بدأت وقامت على يد ظهير الدين محمد بابر سنة 932هـ واستمرت قائمة حتى الثورة الشاملة سنة 1274هـ أي أكثر من ثلاثة قرون، وبهادور شاه من نسل ظهير الدين محمد بابر، وقد تولى السلطنة سنة 1254 هـ بعد وفاة والده أكبر شاه بن شاه عالم.
كان الإنجليز قد وصلت الهند سنة 1009هـ، للدخول في حلبة المنافسة مع البرتغاليين والهولنديين على خيرات الهند الغزيرة، ثم سيطر الإنجليز مع مرور الوقت على الهند وأخرجوا البرتغاليين والهولنديين منها، وتحولت شركة الهند الشرقية الإنجليزية لقوة استعمارية كبرى تنهب البلاد تحت غطائها باسم التجارة، وأصبح سلاطين دولة المغول مجرد صورة لا أمر ولا نهي، ناهيك عن كثرة الخلافات والاقتتال الداخلي على الملك والسلطان وكل ذلك صب في مصلحة الإنجليز.
وقدر لهذا السلطان أن يرى مأساة الهند المسلمة ومأساته هو شخصيًا بعينه وهو شيخ قد جاوز الثمانين، إذ وقعت في عهده سنة 1274هـ بالهند ثورة عارمة شملت كل أجزاء الهند بسبب التسلط الصليبـي للإنجليز وإصرارهم على إذلال المسلمين، وكانت «دهلي» هي مركز الثورة والحركة وأيضًا هي مقر السلطان بهادورشاه، قام الإنجليز باستدعاء قوات إضافية لقمع الثورة، وظل الإنجليز محاصرين «دهلي» عدة أشهر، ثم اقتحموها، وقبضوا على بهادورشاه وأسرته واتهموه بأنه وراء الثورة وأنه المحرض الأول لها، ثم حكموا عليه بالنفي، ثم قاموا بجريمة في منتهى الوحشية التي تظهر مدى الحقد الصليبـي على المسلمين، إذ قاموا بذبح أبناء بهادورشاه أمام عينيه وعملت له وجبات من لحومهم وأجبروه أن يأكل منها.
بعد هذه الجريمة البشعة، تم نفي بهادورشاه إلى «رانجون» عاصمة بورما سنة 1274هـ، وبقي بها يعاني مرارة الوحدة وضياع السلطة ومقتل أبنائه وتسلط العدو على بلاده حتى مات وحيدًا شريدًا في 14 جمادى الأولى سنة 1279هـ([1]).
المصدر
التاريخ الإسلامي (8/432)، أطلس تاريخ الإسلام ص260.